درس من الزمان

عجبت من الانسان لا يتعظ قط من درس الزمان

يتمنى ان تدوم له الافراح ويقنط ان واجهته يوما الاحزان

اخى الانسان انك لن تسيطر يوما على نهر الزمان

فالافراح لا تدوم كما لا تستمر الاحزان

لك فى الحياة يومان

يوما تك لها سيدا

ويوما تك عبدا لها

فلا تركن يوما لها ان هى تبسمت

ولا تقنط من رحمة ان هى تجهمت

بل لا تعرها بالا ولا تلقى لها اهتماما

ان اعطتك شيئا خذ حذارك منها وابتسم

وان يوما اصابك غدرها واشاحت عنك بوجهها

فاردد عليها العطايا

ولا تقنط بل فابتسم

تذكر ان قطار الحياة لم ولن يتوقف يوما لشخص او حدث

العاقل هو من لا يطيل الوقوف على الاطلال

هو ذاك الذى اذا سقط نهض مسرعا ينفض الغبار عن ثوبه يمضى فى طريقه

لا ينظر الى الخلف الا ليعتبر

يكون ذلك سهلا اذا نجحت فى فهم السبب الذى من اجله خلقت

اننا لم نخلق لنتصارع على تقسيم كعكه الحياة الدنيا

لم نخلق لاكمال نقص فى تعداد البشر

لم نخلق لنأكل ونشرب

لنمرح ونلعب

او لنتصارع

ان كان ذاك هو سبب وجودنا لكان فى خلق الحيوان غنى عن خلقنا

فالحيوان اكثر مهارة منا فى ذلك

خلقنا لنعبد من من العدم اخرجنا

خالق الكون ومسيره والمالك لكل من فيه بما فيهم انت

فان كان كل ما نتمتع به من نعم هى فى الحقيقه ليست سوى امانه استودعنا اياها

ففيم البكاء على فقدها

فان كان الله قد منحك الحق فى الحياة واغدق عليك بالنعم والعطايا

فلا اقل من ان تصبر على قدره

تذكر دوما ان احدا لا يملك القدره على اعاده صياغة ماضيه

كل ما نملكه هو ان نعتبر من اخطائنا

حكمه يصر ابى على تذكيرى بها

ان الاقدار قد تم تقسيمها ولن ينالك من الدنيا الا ما قد كتب لك

كل ما عليك هو ان تعمل قدر جهدك والنتائج يحددها الله



اخيرا

ان الحياة اقصر من ان نضيعها فى البكاء على الماضى

ان كان فى ماضيك خطئا يحزنك

فلما لا تحاول فقط ان تتجنب تكراره فى المستقبل